آخره: والعمدة هو البرهان، قيل في قوله: «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» إن الحكمة إشارة إلى البرهان والموعظة إلى الخطابة، والجدل إلى الجدل فيكون كل من هذه الثلثة معتمدا عليه في الدعوة إلى سبيل الحق، لكن بالنسبة إلى نفس المستدلّ. والعمدة البرهان فقط بلا شك، لأنه يفيد التعیين بلا ريب بخلافه الأخيرين، ولهذا أحصر المص العمدة في البرهان، جعلنا الله من الواصلين إلى اليقين لا من السامعين، ورزقنا بعناية منه إلى الحق اليقين، والحمد لله الأول والآخر في الأول، والصلوة والسلام في الباطن والظاهر وعلى آله وأصحابه المؤيدين بمعجزة الباهر.