أوله:بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الأحد ذاتا وصفاتا وأفعالا، المنفرد وحده بالديمونية كمالا الواحب الذي لولاه لكان كل ممكن محالا، أحمد بحمده لنفسه فاستوعب الحمد تفصيلا وإجمالا، وأصلي على حضرة اسمه وسمت حضرته الذي أنقذ الأنام باسم الهادي هدى بعد أن هلكوا أضلالا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه غدياً واصالاً. أما بعد، فإن شرف العلم لايخفى ومحاسنه لاسبيل إلى أن تستقصى وقد ورد في فضل العلم والعلماء من الكتاب والسنة ما هو مشهود ومن مزيتهما ما هو مقرر مسطور. قال الله تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملئكة وأولو العلم، أي: شهدوا بذلك فبدأ بنفسه، وثنّى بالملئكة، وثلّث بأولي العلم...